مقالاتمنشورات وإصدارات

التضامن الدولي مخزون استراتيجي للقضية الفلسطينية

45   يوما من الحرب التي تشن على الشعب الفلسطيني من اصل 75 عاما من الاحتلال، عاشها الشعب الفلسطيني كأخر شعب ما زال تحت الاحتلال، وبالرغم من حجم المأسي التي تشكلت وما زالت تتشكل الا ان هذا الشعب العظيم ما زال يحافظ على مبادئه وبقائه على ارضه مواجها كافة الدول التي تريد النيل منه في عصر قوة الاسلحة مقابل قوة الإرادة. في الجهة المقابلة من شعوب العالم تتجلى صورة اخرى من التضامن الشعبي الذي برأينا يشكل مخزونا استراتيجيا سيكون له ما بعده، هذا التضامن جاء ليكون واقعا ملموسا لا يمكن تجاوزه في ظل صحوة من الوعي الجمعي الذي تشكل نتيجة قوة الارادة للشعب الفلسطيني الباحث عن المناصرة في عيون شعوب العالم لا في عيون مجلس الامن الذي ابدى عجزه وانحيازه لدولة الاحتلال. تعددت أشكال التضامن الدولي مع عدالة القضية الفلسطينية ومنها المظاهرات السلمية، والوقفات الاحتجاجية، والمقاطعات الاقتصادية، وكثافة التضامن الرقمي وبالرغم من تقيده الى ان قوة عدالة هذه القضية لن يوقفها اية قيود حتى احقاق الحق لأصحابه، تقول الامم المتحدة أن ٢٩ نوفمبر هو يوم تضامن دولي مع الشعب الفلسطيني، ونحن نقول ان شعوب العالم أدركت ان كل يوم هو يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الباحث عن حريته وتقرير مصيره، الباحث عن استقلال دولته تحت قيادته الشرعية ممثلا لها في كافة المحافل الدولية. ومن هنا ندرك أن هناك وقتا للأمل في ظل الألم الذي يعيشه هذا الشعب وما زال يعاني من احتلال جاثم على صدورنا، مصادر لحرياتنا لنعيش كباقي شعوب العالم، ندرك ايضا ان هناك وقت للحرية في ظل هذا التضامن الذي نعتبره تغيرا حقيقيا لصوت الحق الذي كان غائبا عن الظهور بهذا الزخم المتتالي ليقول ان الشعب الفلسطيني من حقه ان يعيش دون احتلال في دولته المستقله وعاصمتها القدس الشريف، لذلك يتوجب علينا استثمار هذا المخزون في اطار استراتيجية شاملة لضمان استمراريته  من خلال تكثيف الحوارات والندوات، وتكوين العلاقات مع المنظمات والمؤسسات الرسمية والشعبة دوليا وبخطوات متتالية بهدف التأثير على قرارات دول هذه الشعوب.

د.أسامة خالد

باحث في معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي -وحدة دراسات التطرف والإرهاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى