يأتي هذا العدد من مجلة فلسطين لأبحاث الأمن القومي بعد العدوان السافر على قطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والعجز الإسرائيلي عن الحسم العسكري، وبما تكبده من خسائر مادية ومعنوية وقد أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى مقتل أكثر من 30 ألف مواطن ومئات الآلاف من الجرحى من المدنيين الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية، وتهجير المواطنين الفلسطينيين من مناطق سكناهم فأصبحوا يعيشون في العراء أصدرت معظم الدول العربية والإسلامية إدانات شديدة اللهجة وطالبت بوقف العدوان، ودعت كل من مصر والأردن وقطر وتركيا إلى وقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات
الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ تجاه التصعيد العسكري وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة شهدت معظم دول العالم مظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني تطالب بوقف الحرب وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني لقد شهد قطاع غزة سلسلة من الاعتداءات التي تركت أثرًاً عميقاًً على كافة الأصعدة. فمن الناحية الاقتصادية، تعاني غزة من حصار خانق أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية وزيادة معدلات البطالة والفقر. أما من الناحية النفسية، فإن الأثر النفسي على سكان القطاع، وخاصة الأطفال، كان مدمرًاً، إذ يعاني الكثيرون من اضطرابات نفسية حادة جراء العنف المستمر والخوف الدائم. وفي الجانب السياسي، أسفر العدوان عن تعقيدات إضافية في المشهد السياسي، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، ما أضاف تحديات جديدة أمام تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة
منذ تأسيس معهد فلسطين لأبحاث الأمن القومي، كان هدفنا الأساس هو تسليط الضوء على القضايا الملحة التي تواجه مجتمعنا، وتقديم دراسات وبحوث مبنية على الأدلة والمعلومات الدقيقة التي تساهم في فهم أعمق للواقع وتقديم حلول مبتكرة لمستقبل أفضل. وفي هذا العدد، نتناول موضوعاً ذا أهمية قصوى لكل فلسطيني وكل مهتم بشؤون المنطقة وفي هذا السياق، تقدم الدراسات الواردة في هذا العدد رؤى عميقة وتحليلات دقيقة حول هذه التأثيرات. نحن نؤمن بأن نشر هذه الأبحاث سيعزز من فهم القراء للأبعاد المختلفة للصراع، ويساهم في خلق حوار بناء يستند إلى الحقائق العلمية والمعرفة المستنيرة أتقدم بجزيل الشكر لكل الباحثين والكتاب الذين ساهموا في هذا العدد، وأشكر قراءنا الكرام على دعمهم المستمر وثقتهم بنا. نحن ملتزمون بمواصلة العمل الجاد لنكون منبرًاً للعلم والمعرفة، ومنارة للأمل في زمن التحديات.
مع خالص التحية والاحترام
مدير عام المعهد
لواء متقاعد/ حابس شروف
للقراءة الضغط على الرابط التالي
