مقالاتمنشورات وإصدارات

القس المعمداني هاكابي سفيراً لواشنطن في إسرائيل

كتب د. حسين الديك

الخبير بالشأن الأمريكي

وصل السفير الأمريكي الجديد مايكل هاكابي إلى تل أبيب مساء الخميس 17/4/2024م ليباشر مهامه رسمياً بداية الاسبوع القادم بعد تقديم أوراق اعتماده رسمياً للرئيس الاسرائيلي، يأتي ذلك بعد أن  صادق مجلس الشيوخ الأمريكي في 9 نيسان /ابريل 2025م على تعيين مايكل هاكابي سفيراً جديداً للولايات المتحدة الأمريكية في إسرائيل وهو مسيحي إنجيلي وقسيس معمداني وحاكم سابق لولاية أركنساس، وكان أحد المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2008 عن الحزب الجمهوري، و يحمل هاكابي شهادة في علم اللاهوت وعمل قسيساً قبل خوضه الحياة السياسة، وقال الرئيس ترمب عنه “إنه يحب إسرائيل وشعب إسرائيل، وبالمثل، يحبه شعب إسرائيل وسوف يعمل بلا كلل وبلا ملل على  إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط”، وقد سبق أن تحدّث مايكل عن الحق الإلاهي لإسرائيل في الضفة الغربية.

انقسام في مجلس الشيوخ حول التعيين

لقد حظي ترشيح ترمب ل مايكل هاكابي على أغلبية بسيطة  في مجلس الشيوخ وهي أغلبية حزبية فقط، فلم يكن محط إجماع من الحزبين، بل شهدت عملية التصويت انقساماً حزبياً حاداً، اذ صوت الأعضاء الديمقراطيون ضد تعيين هاكابي سفيراً في اسرائيل باستثناء السيناتور الديمقراطي جون فريتمان عن ولاية بنسلفانيا المعروف بمواقفه الداعمة والمؤيدة لإسرائيل،  وكان هناك انتقاد كبير  من أعضاء الكونغرس  الديمقراطيين لتصريحات هاكابي بشأن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي،  نظراً لمواقفه الداعمة للاستيطان و تأييده فكرة ضم الضفة الغربية، وتصريحاته السابقة حين قال بأنه “لا وجود للفلسطينيين”، وفي زيارة له سابقة لمستوطنات الضفة الغربية، قال هاكابي إنه “لا وجود لشيء اسمه احتلال وأضاف” إن إسرائيل “تمتلك سند ملكية في يهودا والسامرة”، مستخدما التسمية التوراتية للضفة الغربية.

ترحيب اسرائيلي قوي بهذا التعيين

بعد المصادقة على تعيين هاكابي من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي رحبت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بهذا التعيين، مشيراً إلى أنه يسعى منذ فترة  لتعزيز العلاقات مع المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن جانب آخر رحب  وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر بهذا التعيين معتبراً أن هذا التعيين يشكل خطوة هامة لتعزيز العلاقات والمصالح المشتركة ما بين الدولتين وسارع للاتصال به وتهنئته واصفاً إياه بأنه “صديق حقيقي للدولة اليهودية”، وأعرب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، عن أمله في العمل مع هاكابي قائلا بأنه يأمل ب “الدفع إلى الأمام بقيمنا وأهدافنا المشتركة”.

رقم قياسي في زيارة اسرائيل

يعتبر هاكابي من أكثر السياسيين الذين زاروا اسرائيل منذ تأسيسها، اذ بلغ مجموع زياراته لإسرائيل  أكثر من (100 )مرة خلال( 50 )عاماً،  ويعتبر داعماً قوياً للاستيطان و يوصف بأنه “أحد أشد المؤيدين لإسرائيل في المجتمع المسيحي الإنجيلي في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ قام هاكابي بعد 7/10/2023م بزيارة إلى  (كفار عزة) في  غلاف غزة وابدى تضامنه الكبير مع أسر الضحايا، وزار في العام 2017 مستوطنة معالي ادوميم شرقي القدس وأكد في حينه رفضه لأي دولة فلسطينية ، قائلاً بأن ” وجود حكومتين تعملان في نفس الارض بأنها فكرة غير واقعية وغير قابلة للتطبيق” وأنه يرفض ما يسمى بحل الدولتين، من جانب آخر رحب التحالف اليهودي الجمهوري في بيان بترشيح هكابي، ووصفه بأنه “صديق قديم”، كما أشاد بحب الحاكم السابق لولاية اركنساس هاكابي  لإسرائيل وعبر عن أمله في أن يعزز تعيين هكابي “العلاقة الاستراتيجية والمصالح المشتركة  بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

معارضة ديمقراطية لتعيين مايكل هاكابي

أثار هذا التعيين  استنكارًا واسعاً من أنصار الحزب الديمقراطي واعترض المشرعون الديمقراطيون  وجماعات الضغط والجماعات الدينية من مختلف الطوائف على هذا التعيين، معتبرين أن مواقفه من الفلسطينيين وتطلعاتهم الوطنية مثيرة للانقسام وتقوض المصالح الأمريكية في الشرق الاوسط، وقاطع متظاهرون جلسة تثبيت هاكابي في مجلس الشيوخ الامريكي، وطالبت  أكثر من( 65 )منظمة يسارية وحقوقية برفض تعيين هاكابي بهذا المنصب الدبلوماسي ومن بين هذه المنظمات جماعات مسيحية ويهودية وإسلامية قالت إن “تعيينه سيشجع معارضي السلام ويزيد من الانقسام، بدلًا من تشجيع الحوار والتفاهم البنّاء”، وأرسل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية رسالة إلى أعضاء مجلس الشيوخ في فبراير/شباط2025،  يستعرض فيها “سجلًا حافلًا بالتصريحات المعادية للمسلمين والخطابات التحريضية” ل هاكابي، وقال النائب الديمقراطي جيري نادلر، عن ولاية نيويورك، “إن مواقف هاكابي ليست أقوال دبلوماسي رصين، بل هي أقوال مُستفزّة، وآراؤه بعيدة كل البعد عن الإجماع الدولي، وتتعارض مع المبادئ الأساسية للدبلوماسية الأمريكية المشتركة بين الحزبين” وأضاف: “في واحدة من أكثر مناطق العالم تقلبًا وعنفاً اليوم، لا حاجة لمزيد من التطرف”، ومن جانب آخر أعرب جيريمي بن عامي، رئيس منظمة “جي ستريت” اليسارية الامريكية، قائلاً “إن آراء هاكابي ستقوض المصالح الأمريكية والالتزام المعلن بالسعي لتحقيق السلام والأمن الإقليميين على المدى الطويل في الشرق الاوسط و تبني هاكابي لسياسة الضم والاستيطان  ومواقف الصهيونية المسيحية المتعصبة يتناقض بشكل صارخ مع القيم الديمقراطية التي تؤمن بها الغالبية العظمى من مجتمعنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى